المشاركات

بداية جيدة لأطروحتك العلمية "بعض الأسئلة حول الأسلوب والتنظيم"

صورة
  أقترح أن أقدم لك هنا بعض النصائح المتواضعة في الأسلوب التي كانت مفيدة جدًا لي خلال السنة الأولى من الدكتوراه . أولا: إعداد الظروف المناسبة للعمل 1-    نمط حياة صحي جيد -          التغذية: ثلاث وجبات متوازنة. أنصح بتناول وجبة إفطار جيدة (ما أفعله دائمًا ... ). -          أنا ملتزم بممارسة النشاط البدني الأسبوعي: ممارسة التمارين الرياضية مرة أو مرتين في الأسبوع (في صالة الألعاب الرياضية أو في حمام السباحة...) يقلل من التعب الذهني، على ما يبدو. -          فرضت على نفسي نمط عمل خارج المنزل: الخروج من المنزل والعمل 5 أيام في الأسبوع في أوقات محددة (9 صباحًا - 6 مساءً)، مع العمل في المنزل يومي السبت والأحد، ومن المهم لتحقيق التوازن بالنسبة لي، أن يكون هناك فصل بين المنزل ومكان العمل ''المكتبة''، لأن ذلك يسمح بتحقيق عزلة أفضل بين العمل والترفيه. ويجب ألا تسمح لعملك على أطروحتك العلمية أن يتسلل إلى أوقاتك الخاصة بالترفيه والاسترخاء، التي تعتبر أوقاتا هامة جدًا لتحقيق التوازن الشخصي. وحاول أن تكون لديك أوقات محددة إذا كنت تعمل في المنزل . -          بالنسبة لمساحة

عملية إنقاذ ريان وجهة نظر مختلفة

صورة
  ريان طفل يبلغ خمسة سنوات، سقط ببئر عمقه 32 متر، يوم 2 فبراير 2022، وذلك بمنطقة تمروت إقليم شفشاون المغرب، ودامت عملية إنقاذه من لدن السلطات المغربية خمسة أيام، وتم إخراجه ليلة يوم 5 فبراير، بعد مجهود متواصلة طيلة الخمسة أيام من الحفر والتنقيب. اختلفت الاتجاهات المتناولة للحدث، بين اتجاه يرى أن عملية الإنقاذ أعادت روح التضامن الاجتماعي بين الأفراد، بل وأعادت الوحدة ''العربية''، وبين اتجاه آخر يرى أن السلطات المغربية حولت جبلا من اجل إنقاذ ابنها، واتجاه آخر يرى استغلال القضية من طرف النشطاء الفيسبوكيين ونشطاء اليوتوب من اجل الشهرة وزيادة المشاهدات..الخ. لفت انتباهنا في هذه العملية مجموعة من المسائل الجديرة بالدراسة والتحليل، ومنها: تضارب منطق التفكير بين الشعب الممثل في المتطوعين الذين يقترحون أنفسهم لإخراج الطفل العالق، ومنطق الدولة الذي يفكر في إطار حسابات سياسية دقيقة. وأيضا نتساءل حول الدلالات التي يجسدها تفاعل الجماهير مع الواقعة بالدعاء والتهليل بجنبات البئر طيلة الأيام الخمسة، بالإضافة إلى التغطية الصحفية التي لم تستطع الوصول إلى خبر وفاة الطفل قبل إخراجه.

أزمة التمثيلية السياسية..

كما سبق وكتبنا أن ازمة الديموقراطية، تكمن في كون التمثيلية السياسية تراجعت عن القيام بأدوارها، اذ الغرض الرئيسي من وضع المؤسسات التمثيلية كان هو العمل على خلق التوازن الاقتصادي والاجتماعي داخل المجتمع، والانتصار للطبقات الدنيا، والرفع من مستواها الاجتماعي، ومحاولة توسيع دائرة الطبقة الوسطى، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية والثقافية، الا ان الشعوب كلما اختارت ان تضع ثقتها في نخب تكون قريبة منها في البداية ماديا واجتماعيا، تتفاجأ بالتهام اللوبيات الاقتصادية والانساق الفاسدة لهذه النخب، فتنخرط هذه الاخيرة في هذه الانساق، وتصبح في النهاية بعيدة عن هموم الشعوب وهموم الفئات المقهورة التي دفعت بها الى الأمام، فتصير في النهاية هي المستفيد الجديد في اللعبة، ولا تكتفي بالصمت بعد ذلك بل تتجاوزه الى الدفاع عن الوضع القائم، فيتغير الخطاب بتغير وضعها وتتغير مواقفها تلقائيا، الا انه هناك استثناءات.  هذه الاستثناءات، أي النخب الصامدة أمام الاغراءات، قد تجعلنا نتساءل عن سبب صمودها وعدم انخراطها في النسق، مع قلتها وندرتها من طبيعة الحال، يلعب وضعها الاجتماعي ومستواها الثقافي وتكوينها المعرفي، قبل

الكتابة سيرة ذاتية...

صورة
في الحقيقة دائما أسأل لماذا نكتب، أسأل نفسي انا الذي لم أتخصص ولم أتعمق في شيء، عندي معارف سطحية، لا تصلح أن أخوض بها معاركا فكرية وثقافية، لأنها غالبا ما تكون معارفا متجاوزة عند النخبة التقدمية، اكتشفها فتكون جديدة عندي فقط. ولكن سرعان ما أتذكر أن مجتمعاتنا أصلا لا تضع ضمن أولوياتها النقاشات والحوارات الثقافية، وبالتالي حتى الإنتاجات الجديدة التي تعانق إشكاليات راهنة هي أيضا لن تحظي باهتمام الناس، لان اهتماماتهم خارج ذلك كله. اهتماماتهم مادية بالأساس، وبالتالي الصراع الحقيقي الذي يخوضه الناس صراع ضد الفقر والبطالة وليس صراعا ضد الجهل، بحيث لا يمكن لجائع أن يفكر في الفلسفة والسياسة. وحتى الدائرة التي يخوضون فيها صراعا ضد الجهل، تكون غايته الانتصار في معركة البطالة، أي يدرسون لكي يجدوا وظيفة، أو صراع آخر من جهة أخرى يسعى الى البحث عن الذات عن طريق الاستهلاك واشباع حاجات وهمية ومصطنعة. مرة في احد الحوارات مع صديق، قلت له عليك أن تحاول الكتابة، قال لي لا استطيع، قال أقنعني بذلك، قلت له نحن لا نكتب للناس بل نكتب لأنفسنا، قال كيف، قلت له، إننا نؤرخ لمراحل أفكارنا، إننا نكتب لنعود ب

كل معركة خارج المنهج معركة خارج التاريخ

صورة
إذا كان الله ابتلى العالمين بفيروس كورونا، فانه ابتلى العالم العربي والإسلامي بمعارك خارج المنهج، تطفو في الأفق ولو في عز حرب العالم مع كورونا، يخرج علينا في المغرب أبو النعيم واحمد عصيد، يكفر الأول الدولة والمجتمع لأنهم منعوا الصلاة في المساجد، ويسخر الثاني من دعاء المسلمين لرفع البلاء، في الوقت الذي يدعو فيه ترامب شعبه الى ذلك. إنه ليس بهذه السهولة وبمثل هذه المعارك سيدعو الأول المجتمع إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح كما يتصوره هو في مخيلته، ويدعوه الثاني إلى إزالة السحر عن العالم، بالاستهزاء بحرياته الفردية في الاعتقاد والتعبد. إذا كان عصيد لا يميز بين قيم الحداثة والتنوير وأزمة الحداثة وما بعدها، ولا يميز الثاني بين أولويات الشريعة الإسلامية ومكملاتها، فان الأول يجهل قيم التنوير ويخلط بين المقدمات والنتائج، بين المنهج ونتائج تطبيق المنهج (وهي ليست حتى نتائج اصلية بل هي عرضية جانبية)، إذ لا يمكن للنتائج أن يتم استعمالها كمنهج والعكس. والثاني يجهل مقاصد الدين الإسلامي ويخلط بين الضروريات ومراتبها والحاجيات ومراتبها، ولا يمكن أبدا أن يسبق حفظ الشعائر حفظ النفس، ولا أر